أخبار
01 أغسطس 2016فرحةفيغزةاحتفالابفشلمحاولةالانقلابفيتركيا
خرج المئات من أنصار حركة حماس، في محافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، في تظاهرة دعت لها الحركة، صباح السبت، دعمًا للشرعية التركية، ورفضًا لمحاولة الانقلاب عليها. ولوّح المتظاهرون، الذين تجمعوا في ساحة البلدية، بالعلمين التركي والفلسطيني، كما حملوا صورًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقام بعض المتظاهرين بتقبيلها.
لم تذق كثير من العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، تلك الليلة، طعم النوم وهي تترقب أحداث محاولة الانقلاب الفاشلة، التي شهدتها تركيا.
ومن محطة إخبارية إلى أخرى، ومن موقع إلكتروني إلى آخر، قضى كثيرون ليلتهم الماضية، التي وصفها فلسطينيون بأنها "ليلة تاريخية"، فيما أطلق البعض عليها "ليلة الكرامة".
محمد عاشور (50 عاما) الأب لسبعة أبناء، تابع هو وأسرته الأخبار الواردة من تركيا، بخوف وقلق، كما يروي لوكالة الأناضول.
وأضاف:" فجأة قرأت على أحد المواقع الإلكترونية المحلية، خبرا عاجل عن محاولة انقلاب في تركيا، لم أصدق في البداية، وبعدها بدأت في متابعة الأخبار والتنقل بين المحطات، ولم أنم طوال الليل". ويستدرك:" كانت غصة كبيرة، تحولت إلى فرح، تركيا انتصرت بشعبها".
وشهدت تركيا مساء يوم الجمعة الخامسة عشر من تموز الماضي محاولة انقلابية فاشلة نفذتها مجموعة محدودة من الانقلابيين التابعين للكيان الموازي، فيما بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها مع بزوغ فجر اليوم السبت.
من جانبها، تقول سهام حمادة، لـ"الأناضول" إنها ظلّت طوال الليل مستيقظة وهي تتابع برفقة زوجها وأولادها، الأخبار الواردة من تركيا.
وتقول:" أخبار كثيرة كانت في بداياتها مخيفة، وبعض المحطات العربية للأسف كانت تنقل صورة حزينة ومؤسفة، لكن بفضل الله جاءت الأخبار في النهاية مبشرّة".
وفور أن تم إعلان إحباط محاولة الانقلاب في تركيا، خرجت مسيرات عفوية فجر اليوم، دعمًا للشرعية التركية، ورفضًا لمحاولة الانقلاب عليه. وبالرغم من أزمة الكهرباء في غزة، حاول كثيرون الاستماع عبر المذياع، إلى ما يجري في تركيا.
ويقول الشاب أحمد حرز، إنه اتصل في أصدقائه الذين يواصلون دراستهم في تركيا، للاطمئنان على الوضع هناك.
ويضيف:" الحمد لله، نتمنى لتركيا الاستقرار، والأمن فهي صوت الإنسانية".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عبر فلسطينيون عن فرحتهم بفشل محاولة الانقلاب، وأبدى كثيرون فرحتهم، فيما امتزجت بعض التعليقات بالطرافة.
ووثق نشطاء ما جرى في تركيا من أخبار عاجلة، كما انتشر عبر موقع تويتر هاشتاغ" شكرا للشعب للتركي"، أعرب مغردون خلاله، عن تقديرهم واعتزازهم بالشعب التركي.
ومن بين تلك التغريدات اللافتة:" مكالمة عبر سكايب ١٢ دقيقة، أخرجت الملايين وأسقطت الانقلاب، اخلص لشعبك سينصرك عند الحاجة، أردوغان رئيس عظيم لشعب عظيم".
وكتب آخر:" أردوغان نموذج لا يريده الغرب أن يستمر أو يتكرر في الشرق الأوسط".
وانتشرت تصاميم وصور توثق بهجة الفلسطينيين، بفشل الانقلاب، ورسم علاء اللقطة رسام الكاريكاتير صورة للعلم التركي، على هيئة وجه مبتسم.
وغرد الناشط الفلسطيني، أدهم أبو سلمية قائلا:" من طلب منك شرحا لمعنى الولاء؟ فقل له: الولاء أن تسهر الأمة عن آخرها، قلبها في تركيا، وجسمها في مكانه، تقول: يا رب يا رب حتى انزاحت الغمة".
ويكنّ الفلسطينيون احتراما كبيرا لمواقف تركيا الداعمة لهم، بدءا من رفضها لحرب غزة (2008-2009)، ومرورا بتوبيخ رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، للرئيس الإسرائيلي (آنذاك) شمعون بيرس، في مؤتمر دافوس نهاية يناير/كانون ثاني2009، واتهامه بقتل الأطفال.
ولاقت الخطوات التركية تجاه إسرائيل عقب حادث سفينة مرمرة، إعجاب الفلسطينيين، وخاصة عقب طرد السفير الإسرائيلي من تركيا، وتجميد العلاقات العسكرية مع إسرائيل، بداية سبتبمر/أيلول2011.
وكان لتركيا دورا كبيرا في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة المعروف باسم (حرب عامود السحاب في نوفمبر/تشرين ثاني 2012)، حيث زار وزير الخارجية التركي (في ذلك الوقت) أحمد داود أوغلو غزة، تحت وقع الغارات الإسرائيلية، والتقطت صور له وهو يجهش بالبكاء، حزنا على أب فقد ابنته خلال غارة إسرائيلية.
وتزين أسماء مدن تركيا مقاهي غزة وحدائقها، ومن أشهرها "إسطنبول" و"إزمير" .
وتقدم الحكومة التركية، والمؤسسات الإنسانية التركية، مساعدات كبيرة إلى قطاع غزة، وبدأت عدة منظمات خيرية، بافتتاح مقرات دائمة لها، أبرزها وكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" (حكومي)، ومؤسسة الهلال الأحمر التركي (حكومي)، وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية (İHH) أهلية.
وفي 3 يوليو/تموز الجاري، وصلت السفينة "ليدي ليلى"، التي تحمل على متنها مساعدات إنسانية، (11 ألف طن) ميناء أشدود الإسرائيلي، ومن ثم جرى نقل المساعدات إلى قطاع غزة.
ويأتي تسيير السفينة ضمن اتفاق الطرفين الإسرائيلي والتركي التوصل إلى تفاهم حول تطبيع العلاقات بينهما في 27 يونيو/حزيران الماضي.
وأكد رئيس وزراء تركيا، بن علي يلدريم، أن من شروط اتفاق التطبيع مع إسرائيل، تأمين دخول المواد التي تستخدم لأغراض مدنية إلى قطاع غزة، ومن ضمنها المساعدات الإنسانية، والاستثمار في البنية التحتية وحل أزمة المياه والكهرباء، وبناء مساكن لأهاليه، وتجهيز مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، الذي تبلغ سعته 200 سرير، وافتتاحه في أقرب وقت.
المصدر: الاناضول