أخبار
13 ديسمبر 2023تركياتستقبلالجرحىاليمنيينبالبساطالأحمر
بمساهمة من رئاسة الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيما)، وصل إلى مدينة “أفيون” التركية يوم الجمعة الماضي، الموافق 30 ديسمبر 2016، 144 جريحاً من محافظة تعز، مع 36 مرافقًاً لهم لتلقي العلاج في مستشفى المدينة الحكومي.
وبموجب اتفاق بين تركيا واليمن وقعه وزير الصحة التركي، رجب أقداغ، مع محافظ تعز، علي المعمري، في 7 أكتوبر الماضي، خلال لقاء عقده الجانبان في أنقرة، اتفف الطرفان على أن تقوم الحكومة التركية بتقديم خدمات طبية في مستشفياتها لعدد 300 من الجرحى اليمنيين من أهالي محافظة تعز.
وحسب تصريحات منسق مكتب الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) في اليمن، عبدالله صاري، “نقل يوم الجمعة الدفعة الأولى من جرحى ومرضى يمنيين تتولى الحكومة التركية علاجهم في مستشفياتها، وستغادر الدفعة الثانية مدينة عدن بعد 10 أيام، لتلقي العلاج في مدينة “أفيون” غربي تركيا”.
الجالية اليمنية وحلقة الوصل
بدأت محاولات تقديم العلاج لجرحى محافظة تعز من قبل العديد من الشخصيات اليمنية، ففي تصريح خاص لـ”تركيا بوست” تحدث الدكتور محمد الحميقاني، رئيس الجالية اليمنية في تركيا، أن “موضوع الجرحى يهم كل يمني، خصوصاً مع الوضع الصحي الناتج عن الحرب. وقد رأينا محاولات عدة منها محاولات الشيخ حمود المخلافي، وبعد ذلك وصل محافظ تعز الاستاذ علي المعمري، الذي كان مخلصاً في متابعة الملف، فتم التنسيق للقاء مع رئيس اتحاد منظمات العالم الإسلامي، الاستاذ علي كرت، الذي بدوره نسق للقاء مع كلاً من رئيس الهلال الاحمر التركي، د. كرم كنك، وكذلك الأخ وزير الصحه التركي، رجب أكداغ”.
وأضاف الحميقاني: “تم تكليف المدير العام لمكتب الجالية، الدكتور وحيد الفريس لمتابعة الملف مع المحافظ. كما قام مجموعة من نشطاء الجالية وعلى رأسهم النائب شوقي القاضي، ومعه نخبة مميزة من أبناء الجالية، بتشكيل لجنه طوعيه لمتابعة الجرحى والتعاون مع المحافظ. كما لا ننسى الدور الرائد للسفير والسفاره في أداء دورهم الرسمي الفعال. كما نحن ممتنين للأخ صلاح باتيس الذي استفاد من علاقاته للتنسيق لأجل الجرحى”.
ونشر النائب شوقي القاضي، على صفحته على الفيسبوك، خبر وصول الجرحى قائلاً: “قبل ساعة وصلتْ طائرةُ الدفعة الأولى من “جرحى تعز” إلى تركيا، وذلك لتلقي العلاج بدعم ورعاية الحكومة التركية، بعد جهد ومتابعة لأكثر من 3 أشهر، قام بها مشكوراً، محافظ تعز الأخ علي المعمري، الذي أولى القضية جُلَّ اهتمامه، حتى أوصلها إلى رئاسة الحكومة التركية، والدكتور وحيد الفريس، الذي كان له الفضل بالمتابعة والتنسيق وتوفير كل المعلومات والبيانات، بالتعاون مع الإخوة والأخوات في لجنة تعز الطبية، وبدعم دبلوماسي من السفارة اليمنية بتركيا، واللجنة المُشكَّلة من الناشطين والناشطات اليمنيين المقيمين في تركيا”.
الطلاب في مقدمة المستقبلين للجرحى
وبالرغم من أن طلاب الجامعات التركية في حالة استنفار تام بسبب الامتحانات النهائية للفصل الدراسي الحالي، إلا أن الطلاب اليمنيين من مختلف المحافظات التركية، سارعوا إلى مساندة أبناء بلدهم واستقبالهم في المطار ومساعدة الجرحى في اتمام عملية التسجيل في المستشفى وتقديم خدمات الترجمة اللازمة أثناء الفحوصات الطبية.
وعن ذلك يقول الطالب نجران حصرم، الطالب بجامعة “كوجاتبه” في السنة الأولى بقسم الهندسة الكيميائية، في تصريح خاص لـ”تركيا بوست”: “عدد الطلاب المشاركين بالاستقبال تقريباً 8 طلاب (4 من مدينة أفيون، و1 من كوتاهيا، و3 من العاصمة أنقره، هم اللذين حضروا مع السفاره لاستقبال الجرحى. دورنا هو استقبال الجرحى ومساعدتهم، والترجمه لهم مع الأطباء وموظفي المطار، وأيضا مساعدتهم داخل المستشفى إلى أن يتعافوا”.
وأضاف حصرم: “التنسيق كان أولا بتواصل الاتحاد العام معنا، وأخبرونا أن هناك مايقارب 180 جريح سيصلوا إلى مطار “زافر” وسيتلقون العلاج بالمدينه اللتي ندرس فيها، بعدها اتصلت بنا السفارة، وأخبرونا متى ستصل الطائرة، واتمننا استعدادتنا لاستقبالهم. حقيقة أكثر ما شد انتباهي هو استقبال الأتراك للجرحى. حيث لم نكن نتوقع استقبال الجرحى بحفاوة كبيره من الأتراك، واستعداداتهم الكثيرة، بدأ من عشرات الاسعافات والممرضين والأطباء، وصولاً إلى المستشفيات وتوزيعهم فيها”.
البساط الأحمر
لعل أكثر مالفت انتباه المتابعين لاستقبال الجرحى في تركيا هو البساط الأحمر الذي وضع لحظة وصول الطائرة، فلم يكن أحد يتوقع أن يكون الاستقبال بهذه الحفاوة، حيث خصصت الجهات التركية مستشفى أفيون لعلاج الجرحى اليمنيين فقط.
وزار الجرحى وفد وزاري وبرلماني عالي المستوى ضم نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أ.د/ ياسين أقطاي، ووزير البيئة والغابات والمياه، د.فيصل إير أوغلو، ووزير الثقافة والسياحة، نابي أفجي، ووالي مدينة أفيون، ورئيس جامعة مدينة أفيون، وأعضاء من البرلمان التركي عن المدينة، بالإضافة إلى عميد كلية الطب.
حيث أطلع الوفد على نبذة مختصرة للترتيبات الخاصة بالمرضى واستعرض بعض الحالات الصحية المعقدة، كما رحب الوفد بالجرحى في دولة تركيا، متمنياً لهم الشفاء العاجل.
وشكر الدكتور فارس العبسي، وكيل محافظة تعز لشؤون الصحة والجرحى، الوفد التركي على اهتمامهم الكبير بالجرحى مبدياً تقديره العالي لكل ما يتلقاه الجرحى من رعاية طبية عالية المستوى، واهتمام رسمي توليه القيادة التركية بالجرحى الوافدين إلى تركيا للعلاج.
جرحى الجبهات
الجريح بسام الحمادي تحدث إلى تركيا بوست عن انطباعاته بعد الوصول إلى تركيا قائلاً: “الحمدلله كان استقبالنا رائع، وكان تعاملهم معنا بشكل ممتاز جداً، لم نكن نتوقع استقبالنا بهذه الروعة. كان شعوري رائع جداً، حيث لم نكن نتوقع علاجنا باليمن أو خارجه إلا بعد أمل تكفل تركيا بالجرحى”.
وعن قصة اصابته في الرأس، تحدث الحمادي قائلاً: “اصابتي بالفك والعين، حيث فقدت عيني اليسرى، وشظايا بالجسم. أصبت في شهر فبراير 2016 في إحدى الجبهات”. وأضاف: “الحمدلله الخدمات لم نتوقعها ولم نتخيل أن تكون هكذا، خصوصاً بعدما حصل بدفعات الجرحى الأولى التي ذهبت إلى الدول الأخرى، حيث أخرج الجرحى من المستشفيات ومن مساكنهم وتركوا في الشارع”. وأكد الحمادي على “عدم وجود صعوبات إلا في موضوع اللغه، لكن هناك طلاب متطوعين يقومون بالترجمة”.
تفاصيل الرحلة
منذ توقيع الاتفاقية مع الجانب التركي في شهر أكتوبر 2016 إلى أن وصل الجرحى أرض تركيا في أواخر ديسمبر الماضي، عاش الجرحى العديد من الجراءات والترتيبات من قبل الجانبين. حيث يقول الإعلامي، عبدالحكيم مغلس، المسؤول الإعلامي المرافق للجرحى، إن “اختيار الجرحى تم عبر لجنة فنية برئاسة الدكتور أحمد أنعم، مدير هيئة مستشفى الثورة بتعز، تم مقابلة قرابة 600 جريح، واختارت اللجنة أكثر من 300 حالة، رأت اللجنة أنها ستكون أكثر استفادة عند السفر. وبعد رفع الملفات للجانب التركي، اعتذروا عن قبول مجموعة من الملفات، وبعض الحالات اعتبروا أن حضورها إلى تركيا لن يفيد”.
وتابع مغلس: “الدفعة الأولى بلغت 144 جريح و 39 مرافق، وكان من المقرر أن يكون عدد الجرحى 158 لكن بعضهم تخلفوا عن الحضور. تم نقل الجرحى من تعز إلى عدن بـ22 باص نقل عادي، وصلوا يوم الخميس 29 ديسمبر وتم تسكينهم في فنادق بمدينة عدن، وفي صباح الجمعة، الساعة العاشرة، بدأ نقل الجرحى إلى مطار عدن الدولي، وأقلعت الطائرة في تمام الرابعة عصراً، وصلت الطائرة إلى مطار “زافر” التاسعة والنصف مساء، واستمر إنزال الجرحى أكثر من ساعتين نظراً لأن بعض الجرحى وصولوا مرهقين بالاضافة لحالتهم الصحية، بعد ذلك تم نقل الجرحى إلى المستشفى الحكومي عبر حافلات نقل وسيارات اسعاف، واستمر النقل إلى الساعة الثالثة صباحا”.
الجدير بالذكر أن الدفعة الثانية من الجرحى من المتوقع أن تصل خلال الأيام القليلة الماضية، حسب تصريحات منسق مكتب الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) في اليمن.
المصدر:تركيا بوست